Shadow Shadow
قصصنا

بعضهم مستاء من الديجيات الحديثة ومن ديجي عيّوش !

صنّاع البهجة في بغداد.. عازفو الفرق الموسيقية: المتديّنون موجودون.. ونحن أيضاً!

2019.04.21 - 22:10
App store icon Play store icon Play store icon
صنّاع البهجة في بغداد.. عازفو الفرق الموسيقية: المتديّنون موجودون.. ونحن أيضاً!

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

بغداد – ناس

من: ميثم الحربي

مكاتب الفرق الشعبية، في بغداد القديمة: مهنة فلوكلورية، يقفُ خلفها صناع فرح حزانى؛ يُعانون اليوم من تحدياتٍ وصعوبات تتصلُ مُعظمها باستحصال الرزق، وسبل العيش؛ وبطء مهنتهم عن مجاراة إحياء الحفلات بالآلات الحديثة؛ حيثُ يشكو أصحاب تلك الفرق لـ "ناس" من أنّ الآلات الحديثة مثل الـ (دي جَي) تنافسهم على الأفراح، ودفعتهم إلى الظل، كما يشكون من قضية إصدار إجازة افتتاح مكتب فرقة شعبية، فيما يقول آخرون إنّ هناك طارئين على هذه المهنة لايجيدون العزف أثّر وجودهم على تعاملاتنا مع الزبائن من جهة الأسعار، وسيطرتهم على النوادي الليلية والملاهي.



"الموسيقى الشعبية مو حرام"  

علي الكرخي "46 عاما" صاحب مكتب "فرقة علي للموسيقى الشعبية" تحدث لـ "ناس" اليوم (21 نيسان 2019) عن الهموم والمعاناة التي يواجهها في مهنته قائلا "أنا أعمل في الفرق الشعبية منذ 40 سنة، ونحن القدماء يطالبوننا اليوم بإجازة رسمية، وعلينا أن نحمل هوية نقابة الفنانين، والنقابة تعامل القدماء كمبتدئين لأن هوية المبتدئ تُكلف 250 ألف دينار، وهذا مبلغ كبير، ونحن لسنا مبتدئين وعلى النقابة أن تعاملنا باحترام".

وعن موسم عمل الفرق الشعبية يقول علي الكرخي "إنه الصيف" فهو يفتتح مكتبه "من الساعة الـ 8 صباحا حتى العاشرة أو الـ 11 ليلا".



 

وأضاف الكرخي "أنّ عمل الفرق الشعبية يتأثر في موسم شهر محرم وشهر رمضان"، وحول إمكانية وجود حفلات إسلامية ومواليد يمكن لمكتب علي الكرخي الانتفاع منها يقول "الحفلات الإسلامية والمواليد عندما تأتيني أعطيها لغيري يشتغلون بها"، وعلّق على ذلك قائلا "آني غير شكل ما أشتغل إسلاميات".

أما عن وجود عاملات نساء في الفرق الشعبية فيتابع علي الكرخي – بحسرة – وهو يُقلب صورا قديمة من هاتفه "كانت معي المطربة الشعبية مينا ولا أدري اليوم أين ذهبت، وتساءل ربما أصبحت صحفية" معلقاً بتهكم "اللي الله يوفقه يصير صحفي مو؟"،

الكرخي بدا مستاءً من بعض فناني "الديجي" الجدد، قال إن "دي جي عيوش" مثلاً، "ليست عازفة وغير محترفة".

وأضاف "أنا عازف بالفطرة، أعزف ست آلات هي: الزرنة، وترامبيت، وساكسفون، وفانيوم، وكارنيت وناي، وآلات إيقاعية"، مشيرا إلى أنه "في المكتب يقوم بصنع الآلات المتنوعة باليد ولا يتعامل بالمستورد إلا قليلا".

وحول أسعار الاتفاقات ذكر علي الكرخي إنّ " الفرقة الشعبية الحقيقية تأخذ مبلغ 150 ألف دينار"، وتابع "أن سعر تأجير طبلة سايدرام 10 آلاف دينار"، وختم الكرخي كلامه محتجاً "الموسيقى الشعبية مو حرام.. أشرف شي الموسيقى الشعبية".

وذكر الكرخي أنّ "صداقات تجمعه مع عازفي الجوقة الموسيقية العسكرية، فهم يأتون لمكتبه من أجل تعلم العزف، واحترافه على الآلات النفخية والإيقاعية"، ولفت إلى أنّه "لديه مشاركات واسعة مع فرقة علي خصاف على مسارح بغداد، وبعض الحفلات التي تُقام في النوادي الفاخرة".

كما إنّ مكتبه – بحسب الكرخي – يعلم طلاب الدراسات الموسيقية، فهو يقوم بتدريس بعض الطلبة بمبالغ زهيدة، من أجل العيش، والديمومة في العمل.


"صانع الرّقّ الحزين"

وقال سعد ملك "59 عاما" صاحب مكتب "فرقة شايف خير الشعبية" في حديث لـ "ناس"، إنه "منذ عمر 6 سنوات كان يُرافق والده ويعزف (الچنچانه) في أزقة بغداد القديمة"، وأضاف أن "الفرق الشعبية كانت في منطقتي الكرخ والفضل، والآن كثرت المكاتب في أحياء بغداد".


 


وأضاف ملك أنّ "الفرقة الشعبية التي تذهب للفرح ترافقها آلات: سايدرام، وطبل، وترامبيت، لكن بعض الزبائن يطلبون آلات إضافية، ونقوم بإضافتها مجانا، أي ليس مع سعر تأجير الفرقة الكلي، وهو مساعدة من عندنا".

وذكر ملك أن "فرقتنا متنوعة وتلبي كل الطلبات، فلدينا فرقة إسلامية، وفرقة مربعات بغدادية، وفرقة لبنانية".

وبحسب سعد ملك فإنه "يمهر منذ الصغر بصناعة الدفوف الصوفية، والرّق، إضافة إلى الخشبة"، وعلّق أنّ "مكتبنا يضطر حاليا لتأجير الـ (دي جي) فهناك طلبات لإحياء حفلات بواسطة هذه الآلة الحديثة".

وتابع أن "بعض نوافذ الرزق هو أن يأتي فنانون، أو مغنون يريدون تأجير الآلات من أجل تصوير فيديو كليب، أو بعض المشاهد، ونحن نتعاون معهم".

وحول المضايقات التي من الممكن أن تعترض عملهم ذكر ملك، أن "المتدينين لا يرضون بعملنا ولكن ماذا نعمل؟ هم موجودون ونحن أيضا، هذه هي الدنيا".