تقرير: سعر صرف الدولار غير مستقر وخبراء يحذرون من التداعيات

بغداد - ناس

رغم الإجراءات الرامية للسيطرة على ارتفاع الدولار، والمتمثلة بزياة المبيعات الأسبوعية من العملة الأجنبية، ومنح حصص مالية من الدولار للمسافرين، غير أن أسعار الصرف مازالت تشهد تذبذباً لافتاً في الأسوق الموازية وارتفاعات بلغت نحو 1500 دينار لكل دولار.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 

وسط ذلك، أوضح البنك المركزي، أن"مشكلة سعر الصرف تتعلق بعرض النقد، مبيناً إنشاء منصة لتقديم المصارف طلباتها للحصول على الدولار " في حين أكد أن "سعر الصرف لا يزال منضبطاً وسيعاد إلى وضعه الطبيعي خلال أسبوعين ليس أكثر" .

 

عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات العراقي، المهندس الاستشاري رائد الرحماني، أشار في تصريح إلى أن "تذبذب سعر الصرف أثر سلباً في السوق بشكل عام" مؤكداً أن "التفاوت الحاصل في ذلك التذبذب، سُيصعِّب على الصناعي احتساب الكلف وأسعار البيع لمنتجاته بشكل دقيق" .

 

ولفت الرحماني، إلى أن ارتفاع سعر الصرف، سبب مشكلات مختلفة للصناعيين مع تجار الجملة الذين يشترون منهم منتجاتهم الصناعية، إذ ستكون هناك عدة أسعار لبيع منتجات الصناعيين في السوق، نتيجة لارتباط مداخل الانتاج ومخارجه
بالدولار.

 

ويرى الرحماني، ضرورة أن تلجأ الحكومة إلى اتخاذ مزيد من التدابير لمواجهة ذلك التذبذب، مقترحاً في هذا الصدد ، إلغاء نافذة بيع العملة، عازياً ذلك الأمر إلى أن
"معظم الفواتير المقدَّمة من قبل المصارف إلى البنك المركزي هي فواتير وهمية وغير حقيقية".

 

ودعا إلى بيع الدولار إلى المستفيدين الحقيقيين للعملة الصعبة مثل المستوردين (من التجار الصناعيين) والطلبة الذين يدرسون في الخارج والمرضى للعلاج خارج العراق وغيرهم عن طريق المصارف الحكومية والخاصة" .

 

بدوره، أشار الخبير الاقتصادي، بسام رعد، إلى أن "الهيكل الإنتاجي للاقتصاد العراقي يتَّسِم بمحدوديته واعتماده على الاستيراد لإشباع الحاجات للسلع الاستهلاكية الوسيطة والنهائية، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الأجنبية بشكل كبير" وعلى الرغم من أن الهدف من نافذة بيع وشراء العملة الأجنبية هو تأمين الاستقرار السعري من خلال اعتماد سعر الصرف الثابت كأداة رئيسة لتنفيذ السياسة النقدية ومواجهة التوقعات التضخمية ودعم عملية التنمية الاقتصادية، إلا أنه من الملاحظ أن سعر الصرف في السوق الموازية يشهد بين فترة وأخرى تذبذباً ملحوظاً على الرغم من ثبات السياسة النقدية المتبعة، لافتاً إلى أن ذلك ناجم عن تأثر "سعر الصرف بالأخبار والإشاعات والمضاربات" .

 

ورجَّح الخبير رعد، عودة أسعار الصرف إلى طبيعتها في السوق الموازية لتقترب من السعر الرسمي المعتمد من قبل البنك المركزي، حيث أن التذبذب الحالي نتج عن انخفاض مقدار العرض من الدولار نتيجة حرمان بعض المصارف من الدخول إلى نافذة بيع وشراء العملة لأغراض تدقيقية وهي حالة مؤقتة.

 

المصدر: الصحيفة الرسمية