قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
بغداد – ناس
ما زالت معاناة العراقيين مستمرة، ازاء الحصول على خدمة الانترنت المناسبة قياساً بما يدفعوه من اسعار لقاء ذلك، بينما ترى شركة زين للاتصالات بأن اسعار بيع الانترنت في العراق تعد الاغلى في العالم، في حين كشفت مجموعة المرشدين العرب للأبحاث أن اقل تكلفة لخدمة النت عربياً هي تونس واعلى تكلفه هي في العراق.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة زين العراق علي الزاهد، في وقت سابق عن أن اسعار بيع سعات الانترنت في العراق تعد الاغلى في العالم.
وقال الزاهد في حديث صحفي تابعه "ناس"، إن "اسعار الانترنت الذي تبيعه الحكومة عالي جداً قياساً بباقي دول العالم"، مشيراً الى أن "اسعار الانترنت بالعراق هي الاغلى في العالم".
ونوه، بأن "ضريبة الـ20 % على اسعار بطاقات الشحن تذهب للحكومة"، لافتاً الى أن "ضعف وقوة الانترنت تحدده عوامل توفرها الدولة".
من جانبه ذكر تقرير اقتصادي متخصص عن مجموعة المرشدين العرب للأبحاث، اطلع عليه "ناس"، أن أعلى سعر لخدمات الإنترنت السريع بالمنطقة العربية "هو في العراق، فيما السعر الأدنى كان في تونس".
وتابع التقرير "إذا قورنت الأسعار من حيث مستوى دخل الفرد في كل بلد، فإن أسعار الخدمة في دول الخليج الأكثر معقولية نسبة إلى مستوى الدخل".
وتبين بحسب الدراسة أن سرعة الـ2 ميغابيت لكل ثانية (2 Mbps) لخط الـ ADSL المنزلي هي الأكثر شيوعاً في الدول العربية.
وأكملت، أن أقل تكلفة سنوية إجمالية لهذه السرعة كانت في تونس بمقدار 173 دولاراً أميركياً، فيما كانت الأعلى في العراق بمقدار 9,097 آلاف دولار في السنة.
من الجدير بالذكر أن البحرين وليبيا والمغرب لا تقدم سرعة الـ2 ميغابايت في الثانية، لذلك استندت الدراسة في تصنيف تلك البلدان إلى استقراء القيمة من السرعات الأخرى المتوافرة.
وكشفت الدراسة أن مزودي خدمات الإنترنت في العادة يميلون إلى إلغاء رسوم التوصيل لخدمة الإنترنت العالي السرعة كنوع من العروض الترويجية.
وتبلغ قيمة الاشتراك الشهري 300 ألف دينار عراق (أي ما يعادل 250 دولارا أميركيا) للميغابايت الواحد، فيما تبلغ قيمة الخدمة التي تقدمها شركات الاتصال المحمول 6 آلاف دينار عراقي (ما يعادل 5 دولارات) للميغابايت الواحد.
ويقول موظف خدمة المواطنين في احدى شركات الاتصال، إن "الشركة تقدم الخدمة للمشتركين بنوعين"، قائلا "نقدم السعة المفتوحة بقيمة 2000 دينار لليوم أو 7000 في الأسبوع، أو 30 ألف دينار في الشهر، ونقدم السعة المحددة بقيمة ستة دنانير (0.05 دولار أميركي) للكيلوبايت الواحد".
ويعلق مصدر رفيع في وزارة الاتصالات على غلاء أسعار الإنترنت في حديث صحفي تابعه "ناس"، ان "سعر حزمة الميغا عالمياً نصف دولار، تبيعها وزارة الاتصالات إلى الشركات المجهزة بمبلغ 200 دولار أميركي لتغطية نفقات الرواتب، على اعتبار أن شركاتها تعمل على وفق التمويل الذاتي، مع عدم ضمان جودة الخدمة من قبل الوزارة".
ويعترف المسؤول خلال سؤاله عن الاسعار العالية بارتفاع أسعار خدمة الإنترنت في العراق بأضعاف مضاعفة مقارنة بما هو موجود في دول الإقليم والعالم".
إلى ذلك يقول مسؤول فني في احدى شركات الانترنت في العراق إن "معدل سعر الميغا الواحدة في دول الجوار السعودية والاردن و تركيا وايران تبلغ 3 دولار فقط وان وزارة الاتصالات تشتري من السعودية على سبيل المثال بـ 30 الف دلار 10 الف ميغا, هذا بالاضافة الى ان السعر الباهض يضاف عليه ضرائب وتكاليف التشغيل وخدمة الكهرباء والطاقة المعروفة بالعراق".
يُذكر أن لجنة الخدمات البرلملنية قد أعلنت في وقت سابق، "نيتها استضافة وزير الاتصالات نعيم الربيعي في اللجنة لمساءَلته عن سوء خدمة الانترنت وغلائها".
وقال عضو لجنة الخدمات النيابية مضر خزعل في بيان، إن "خدمة الانترنت في العراق هي الاسوء في العراق"، مبينا ان "لجنة الخدمات شخصت الموضوع من زمن بعيد".
بدورها اعتبرت المنظمة العراقية لقياس جودة الإتصالات، أن تخفيض أسعار الإنترنت من قبل وزارة الإتصالات "إكذوبة".
وقالت المنظمة، في بيانها اليوم (25 حزيران 2019)، إن "إعلان وزارة الإتصالات عن تخفيض أسعار الإنترنت "إكذوبة" ولم يستفد منها المستخدم العراقي أي شيء".
وأوضحت، أن "التخفيض لن ينعكس على جودة الخدمة المقدمة ولن ينفع المواطن الذي يُفترض أن يدفع تكاليف أقل من التكاليف التي يدفعها الآن، لأن التخفيض لن يشمل سوى الذين يحصلون على خدمة الكابل الضوئي FTTH، وهؤلاء لا يُشكلون سوى أقل من الواحد بالألف".
وأضافت "لدينا في العراق 2 مليون مشترك، وعدد المشتركين بخدمة الكابل الضوئي 20 ألف فقط، وهؤلاء وحدهم من سيستفيد، هذا في حال نفذت الوزارة قرارها بتخفيض الأسعار، بينما المليون و980 ألف مستخدم آخرين، لن يستفيدوا أي شيء"، مشيرةً الى أن "الإستمرار بإستخدام الأبراج عبر تقنية الوايرلس، سيُزيد من مساوئ ومتاعب خدمة الإنترنت، وستكون أقل جودة وأكثر ضعفاً في الفترات المقبلة، لأن العالم اليوم لم يعد يعتمد على هذه الخدمة غير الحديثة".