Shadow Shadow
كـل الأخبار

دراسة حديثة: سموم بكتيرية متسربة من الأمعاء تؤدي لزيادة الوزن

2023.05.24 - 10:13
App store icon Play store icon Play store icon
دراسة حديثة: سموم بكتيرية متسربة من الأمعاء تؤدي لزيادة الوزن

بغداد - ناس

أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الدوليين أن المواد السامة التي تتسرب من الأمعاء يمكن أن تتداخل مع عمل الخلايا الدهنية وتؤدي إلى السمنة.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 

ويمكن أن توضح النتائج كيف نتعامل مع زيادة الوزن المفرطة والخطيرة في المستقبل؛ فالمواد، التي تسمى «السموم الداخلية»، هي شظايا من البكتيريا في أمعائنا؛ فعلى الرغم من كونها جزءًا طبيعيًا من النظام البيئي للجهاز الهضمي، إلا أن الحطام الميكروبي يمكن أن يسبب ضررًا كبيرًا للجسم إذا وجد طريقه إلى مجرى الدم.

 

من أجل ذلك أراد الباحثون النظر على وجه التحديد في تأثير السموم الداخلية على الخلايا الدهنية (الخلايا الشحمية) لدى البشر. فاكتشفوا أن العمليات الرئيسية التي عادة ما تساعد في التحكم بتراكم الدهون تتأثر بالمواد.

 

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال عالم الأحياء الجزيئية مارك كريستيان من جامعة نوتنغهام ترنت في المملكة المتحدة «ان شظايا الميكروبات المعوية التي تدخل مجرى الدم تقلل من وظيفة الخلايا الدهنية الطبيعية ونشاطها الأيضي، والذي يتفاقم مع زيادة الوزن، ما يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري. يبدو أنه مع زيادة الوزن، تصبح مخازن الدهون لدينا أقل قدرة على الحد من الأضرار التي قد تسببها أجزاء ميكروبات الأمعاء للخلايا الدهنية». وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن مجلة BMC Medicine.

 

وشملت الدراسة 156 مشاركًا، 63 منهم مصنفون على أنهم يعانون من السمنة، وخضع 26 منهم لعملية جراحية لعلاج السمنة (عملية يتم فيها تقليل حجم المعدة للحد من تناول الطعام). وتمت معالجة العينات من هؤلاء المشاركين في المختبر حيث نظر الفريق في نوعين مختلفين من الخلايا الدهنية، الموصوفة باللونين الأبيض والبني. فتخزن الخلايا الدهنية البيضاء، التي تشكل معظم أنسجة تخزين الدهون لدينا، الدهون بكميات أكبر. فيما تأخذ الخلايا الدهنية البنية مخزونًا من الدهون وتفككها باستخدام الميتوكوندريا العديدة. كما هو الحال عندما يكون الجسم باردًا ويحتاج إلى الدفء.

 

وفي ظل الظروف المناسبة، يمكن للجسم تحويل الخلايا الدهنية البيضاء التي تخزن الدهون والتي تتصرف مثل الخلايا الدهنية البنية التي تحرق الدهون.

 

وقد أظهر التحليل أن السموم الداخلية تقلل من قدرة الجسم على تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا دهنية تشبه البنية وتقلل كمية الدهون المخزنة.

 

وفي هذا الاطار، تعتبر عملية التسمير هذه ضرورية في الحفاظ على وزن صحي، فإذا تمكن العلماء من معرفة المزيد حول كيفية عملها والسيطرة عليها، فإنها تفتح المزيد من العلاجات والعلاجات المحتملة للسمنة.

 

ويضيف كريستيان «ان الذيفان الداخلي من الأمعاء يقلل من نشاط التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية وقدرتها على أن تصبح خلايا دهنية شبيهة بالبنية يمكن أن تكون مفيدة للمساعدة في إنقاص الوزن». مبينا «نحن نعلم أن أحشاء الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أقل مرونة من المعتاد، لذا فإن السموم الداخلية لديها فرصة أكبر للهروب. وتظهر هذه الدراسة أيضًا أن هذه المواد المتسربة تجعل من الصعب على الخلايا الدهنية أن تعمل بشكل طبيعي».

 

من جهتهم، يشير مؤلفو الدراسة إلى أن «جراحة علاج البدانة تقلل من مستويات السموم الداخلية في الدم، ما يزيد من قيمتها كوسيلة للتحكم في الوزن. وهذا يجب أن يعني أن الخلايا الدهنية أكثر قدرة على العمل بشكل طبيعي. إذ تلعب جميع أنواع العوامل دورًا في كيفية التحكم في وزننا على المستوى البيولوجي، والآن هناك عامل آخر مهم يجب مراعاته». وأكدوا «نظرًا لأن السمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها أصبحت مشكلة في جميع أنحاء العالم، فنحن بحاجة إلى كل البصيرة التي يمكننا الحصول عليها».

 

بدوره يخلص كريستيان الى القول «ان الدراسة الجديدة تسلط الضوء على أهمية الأمعاء والدهون كأعضاء مترابطة مهمة تؤثر على صحة التمثيل الغذائي لدينا. وعلى هذا النحو يشير هذا العمل إلى أن الحاجة إلى الحد من تلف الخلايا الدهنية الناجم عن الذيفان الداخلي يكون أكثر أهمية عندما يكون لديك وزن زائد، حيث يساهم الذيفان الداخلي في تقليل التمثيل الغذائي الخلوي الصحي».