بغداد - ناس
بعد سنوات من العداء، بدأت السعودية وإيران الأسبوع الماضي في إعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض، في أحدث خطوة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين، وبينما أثبتت إيران نجاحها إلى حد كبير في تعزيز حلفائها العسكريين في الدول المجاورة بينها العراق، تظهر بيانات مؤسسة "غالوب" لاستطلاعات الرأي، أنها لا تتمتع بشعبية جماهيرية حتى بين الأوساط الشيعية وهو ما يفسر سر قوة الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بحسب المؤسسة.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وتظهر بيانات المؤسسة التي تابعها "ناس" (22 نيسان 2023) أنه في في 13 دولة ذات أغلبية مسلمة تمتد من المغرب إلى باكستان، كان متوسط التأييد للقيادة السعودية في عام 2022 أعلى بكثير من القيادة الإيرانية (39٪ مقابل 14٪ على التوالي) وذلك لأنها فضلا عن كونها أهم منتج للنفط في العالم، فهي حاضنة الحرمين، وشعبيتها النسبية في البلاد الواقعة في المناطق المباشرة والمحيطة بها تجعلها شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة.
فيما يلي جزءاً ملخصاً من بيايات المؤسسة الدولية:
شعبية قيادة المملكة أعلى من شعبية نظيرتها في إيران في جميع الدول الـ 13 التي شملها الاستطلاع في عام 2022، وقد شهدت الكثير من هذه الدول فجوة كبيرة في الارقام، وتبرز الكويت وليبيا في تفضيلهما للمملكة فيما تتصدر تركيا والأراضي الفلسطينية في مقدمة رافضي السعودية.
في الكويت المجاورة، يسلط فارق الشعبية بين القيادتين البالغ 47 نقطة مئوية لصالح المملكة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي وشريكي أوبك، في حين أن الفارق بين شعبية القيادة المسجل في ليبيا والبالغ 41 نقطة يصب في مصلحة المملكة.
في حين أن الشعبية أعلى بالنسبة السعودية في جميع البلدان، فإن الاختلاف في الشعبية بين القيادتين في الرياض وطهران اقل وضوحًا في تركيا، حيث يترجم الرفض القوي لكل من المملكة وإيران إلى فارق بسيط مكون من ثلاث نقاط فقط لمصلحة المملكة (11% للسعودية و 8% لإيران).
وفي الأراضي الفلسطينية، فجوة القبول منخفضة نسبيًا بمقدار 12 نقطة، على الرغم من أن آراء الفلسطينيين من جميع القوى الأجنبية، بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة، ظلت منخفضة بالمثل لسنوات. (26% للسعودية و14% لإيران).
في عام 2022، شهدت باكستان وحدها دعم نصف العينة المستطلعة ارائها لإيران، فيما لم تصل البلدان الأخرى الى أكثر من ربع السكان، مما يجعل القيادة الإيرانية لا تحظى بشعبية بين الدول الـ 12 الأخرى.
البلدان التي كان لإيران فيها التأثير الأكبر تعطي طهران بعضاً من أدنى درجات الشعبية مثل العراق حيث الأغلبية الكبيرة تعارض القيادة الإيرانية في العراق (86٪) واليمن (80٪) ولبنان (73%).
على عكس المملكة ومعظم دول المنطقة، فإن إيران ليست سنية أو عربية، لكن في حين أن السكان الشيعة في لبنان يمنحون إيران مستويات عالية نسبيًا من الدعم (58٪ موافقة مقابل 39٪ رفض)، فإن المسلمين الشيعة في العراق لا (17٪ موافقة مقابل 83٪ رفض)، وهذا ما يفسر مصدر الدعم للقيادي القومي العراقي مقتدى الصدر.