وثائق تكشف الرؤية البريطانية المبكرة لـ’العتبات المقدسة’ في العراق

بغداد - ناس

نشر الباحث الوثائقي والأستاذ الجامعي، مؤيد الونداوي، الخميس، معلومات تتعلق بالرؤية البريطانية للتعامل مع "العتبات والمزارات المقدسة" اثناء فترة الاحتلال الإنجليزي للعراق.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 

وبحسب تلك المعلومات التاريخية التي تابعها "ناس" (30 آذار 2023)، فإنه عندما احتُلت بغداد في اذار 1917 انشغلت الدوائر البريطانية جميعها في مسألة ادارة بلاد النهرين في المستقبل. وكان موضوع الاماكن المقدسة يحتل مكانته في النقاش لاهميته السياسية خصوصا وبريطانيا كانت لا تزال بحاجة والحرب لا تزال جارية الى ارضاء المسلمين جميعا بشكل عام ومسلمي الهند وإيران بشكل خاص.

 

وأشار الباحث الى أن موضوع الامكان السنية تم حسمه مبكرا بان طلب عبد الرحمن الكيلاني بوضع جنود هنود مسلمين عند بوابة المرقد عبد القادر الكيلاني لفرض الامن والنظام ولم يتحدث عن مرقد الامام ابو حنيفة.

 

وتظهر الوثائق المتعلقة بالعتبات في النجف وكربلاء (لم تكن سامراء قد احتلت بعد) فقد قررت الحكومة البريطانية عدم التعامل معها كجيب معزول بل اصروا ان تكون جزء يقع تحت سلطة المجلس البلدي للبلدتين والى سلطة الادارة المدنية لولايتي بغداد والبصرة وسلطة المندوب السامي.

 

كما وتم التأكيد ان يكون للنجف وكربلاء تمثيل في مجلس ولايات بلاد النهرين الذي سيشكل مستقبلا. كما جرى التاكيد ان تبقى هاتين البلدتين ومثلما هي دوما امام دخول الاوربيون اليها وفيما يتعلق باقامتهم فيها فانه يتوجب ان يكون مقبولا من طرف المجتمعات المحلية.

 

في عام 1919 حددت الجريدة الرسمية وهي جريدة الوقائع في عددها الصادر في 10 شباط شروط زيارة النجف وكربلاء بالنسبة لعناصرة قوات الاحتلال واوضحت بان مدينة النجف مفتوحة للجنود البريطانيين والجنود المسلمين والاتباع في ايام الاربعاء والسبت فقط خلال الساعات 1400 ولغاية 1600 على ان يتم ذلك بوثيقة موقعة من الضابط البريطاني المسؤول عن النجف على ان يكون مع الزائرين مرشد يؤمنه الضابط السياسي المسؤل عن النجف.

 

وتشير الوثائق أن زيارة كربلاء تم تنظيمها بشكل مختلف اذ تطلب اولا استحصال موافقة المسؤول عن منطقة الحلة الذي من مسؤوليته تامين محل الاقامة وان لا يقدم الطلب مباشرة الى مساعد الضابط السياسي في كربلاء.

 

وعلى الراغب بالزيارة ان يقدم وكحد أدني طلبه للزيارة قبل ثلاثة ايام من الموعد ولكل حالة هذا وقد تم توفير دار استراحة في كربلاء لاقامة ثلاثة افواج من الزوار على ان يتم دفع مبلغ 2 روبية عن السكن للشخص المسؤول و8 عانات للافراد. وان المسؤول عن موقع السكن هو الذي سوف يؤمن المياه الجيدة غير ان الزوار هم المعنيين بتوفير حاجاتهم من الحطب للطبخ هذا وان على المسؤول عن كل مجموعة عليهم تامين عفشهم لعدم توافره في كربلاء.